-->
اقْتِنَاصُ الْكُتُبِ الْمُصَوَّرَةِ اقْتِنَاصُ الْكُتُبِ الْمُصَوَّرَةِ
recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...
recent

ترجمة الشيخ أبي إسلام سليمان التعمري الأردني (1404- 1442 هـ)

 

تَرَاجِمُ أَعْيَانِ العَصْرِ

ترجمة الشيخ أبي إسلام سليمان التعمري الأردني

(1404- 1442 هـ)

 


وفاة الشيخ أبي إسلام التعمري - رحمه الله-

(1404- 1442 هـ)

 

#تراجم_أعيان_العصر

 

          الشَّيْخُ أَبُو إِسْلَامٍ، سُلَيْمانُ بْنُ مُبَارَكٍ التَّعْمَرِيُّ (1404- 1442 هـ)

    «ترَاجِمُ أَعْيَانِ الْعَصْرِ» لِلشَّيْخِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَمْرِو بْنِ هَيْمَانَ الْمِصْرِيِّ

 

* تُوُفِّي صديقي الحبيب الشيخ الفقيه الفاضل: أَبُو إِسْلَامٍ، سُلَيْمانُ بْنُ مُبَارَكٍ التَّعْمَرِيُّ العَمَّانِيُّ الأُرْدُنِيُّ1404- 1442هـ = 1984م- 2021م) في (عمَّانَ).  

 

* وذلكَ في يوم الاثنين 23 شعبان ١٤٤٢ هـ، الموافق 5 أبريل 2021 م ليلا إثر إصابته بفيرس كورونا الْمُصْطَنع رحمه الله رحمة واسعة، في سنِّ الشباب عن عمر يناهز (38) عاما قضاها في الدعوة إلى الله، ونشر العلم، بعد رؤيا صالحة له تدعوه للاستعداد للقاء الله تعالى قبل أسبوع أو أكثر من وفاته، ورِزْقِهِ بِذَكَرٍ صباحَ يومِ وَفاته.

 

* وقدْ فُجِعْتُ قبلَ أيام بهذا بخبرهِ والله - ، ولولا مرضي وحالي وانشغالي لما تأخرت في نشر شيء من سيرته!




* حياته:

* ومواقفه معي عديدة، وكل مقابلاته أعجب من بعضها!

- قابلتُهُ أوَّلَ مرة في رحلتي الشامية إلى بلاد (الأردن)، أثناء هجرتي لها في رمضان (1434 هـ)، حيث كنت أسيرُ هائمًا في إحدى شوارع عمَّانَ حتى سمعتُ مؤذِّنًا ذا صوتٍ حسنٍ نديٍّ؛ فدخلتُ المسجدَ؛ فاكتنفني شابٌّ وسيمٌ بنظَّارةِ نظرٍ ؛ فسألته عن مشايخ الأردن، وتلامذة الألبانيِّ، فبادرني بالسؤال عني وعن بلدي؛ فأجبته؛ فاغتبط؛ ثمَّ سألتهُ عن شيخنا أبي عاصم نادر العنبتاوي، وشيخنا أبي الحجاج يوسف العلاوي الأردُنِيِّيْنِ وهو لا يعلم أنهما من مشايخي قبل-؛ فحدَّثَني بالمسلسلِ بالأولية، وقال: أجزتكَ بحديث «الرحمن يرحموا الرحمن» فتبسمتُ لطيبِ نفسه، وقلتُ: قبلتُ، وسألتُهُ عن اسمهِ؛ فقال: أبو إسلامٍ التعمريُّ؛ ثم أخذ رقمي الأردني، وأقام الصلاة،  وصلى لنا العشاء والتراويح؛ فاسترحتُ لقراءته، وتمنيتُ الجلوس قرب مسجده، ، وتوطدت العلاقة بيننا فيما بعد.

 

- ومرة في مجلسَـيْ شيخنا أبي عاصم لسماع «بلوغ المرام» لابن حجر العسقلاني في مسجده عمر بن الخطاب بـ(الزرقاء) بالقرب (ماركا الشمالية) بِعَمَّانَّ، يومي الجمعة، وقد سعد بحضوري وبَثِّي للمجلس عبر الشبكة لغرفة الماهر بالقرآن صوتية، وصوَّرني من غير  علمي احتفاءا، وأنا جالس بجانب شيخنا أبي عاصم، أشرف على البث بجهازي.

 

- ومرة وأنا أسير في شوارع "عمَّان الغربيَّةِ" وجدت سيارة تتبعني من بعيدٍ، ونزل منها صاحبنا متهلِّلا: يا أبا عبد الرحمن.. يا أبا عبد الرحمن: ماذا تصنع هنا، أكلما ذهبتُ مكانًا وجدتُّك ؟! فقلتُ: على غير موعد سبحان الله-! هذه المرة رقم كم لم أقابلك بلا موعد ؟! فضحك! وأراد أن يُقلَّنِي في سيارتهِ؛ فقلت: أقضي شيئًا هنا في منطقةٍ قريبةٍ؛ قال أوصلكَ وفعلَ، وكان يحادثني أكثر مما أحادثه انبساطًا لي رحمه الله-، ويسرد عليَّ عما وصل إليه من رتبة في الطلب دون سؤال-، وأنا منصتٌ له، وأخبرني حينها أنه ما ترك كتابا ولا درسا ولا فتوى مسموع أو مرئيا للشيخ ابن عثيمين رحمه الله - إلا وسمعها أو قرأها؛ فسعدت لحرصه، وكان إذا ركب سيارته شغَّل درسًا، ولا يضيع وقته !

 

- ومرة قابلتي فترة في مسجد (النُّعَيْماتِ) بعمَّان أثناء اعتكافنا مع الشيخ حمزة الْمَجاليِّ، وجدتهُ حريصا على الصفِّ الأول، وقراءة القرآن رحمه الله-، وكنت دائما أجلس في آخر المسجد لإرهاقي من الزحام الشديد؛ فاقترح عليَّ جماعة من تلامذة الشيخين: الحلبي ومشهور أن أدرِّسَ لهم في المعتكفِ شيئًا من علوم الحديث في يومٍ أو اثنينِ؛ فشَـرعتُ في شرح «البيقونية» ارتجالا من حفظي إلى نصفها في مجلسٍ؛ فحضره قرابة 20 مستفيدا، فوجدتُّه منهم.

 

- ومرة اتصل بي على غير عادة- يسأل عن حالي؛ فعَلِمَ ما يسؤوه؛ فقد كنتُ بلا فراشٍ ولا مأوى؛ ثمَّ وجدتُ بعدها المأوى دون الفراش، وفي عزِّ البرد والثلج ربما كنت أقوم في عُلْبَتي (غرفتي الباردة) وبطني العارية ملتصقة ببلاط كالثلج، فلم أجد ما ألبسهُ فضلا عما أضعه تحت خدِّي فضلا عن ظهري، وقد أخذت الأمراض فيَّ مأخذها، وقتلني الجوع، والعطش، واستوحشتُ الغربةَ، والبعد عن وَالِدَيَّ وَوَلَدَيَّ (عبد الرحمن وأحمد)، وصاحب المكتبة في (مَرَجِ الحَمَامِ) التي كنت أعملُ بها لا يسأل فيَّ؛ بل طردني منها برسالة نصِّيَّة على الهاتف؛ لأني لم أجب هاتفه !

 

- فإن إن أغلقتُ معه حتى وجدتهُ وصلَ إلى غرفتي (مَرَجِ الحَمَامِ) المؤجَّرة، برفقةِ صديقٍ فاضلٍ له، حاملًا على ظهرهِ مرتبةً صغيرةً خفيفةً، ووسادتينَ، وفي يدهِ وجبةٌ شهيَّةٌ لا أنساهَا-، ولا أنساهُ في هذا الموقف العصيبِ الذي كنتُ فيه، فقامَ وفرشَ لي بساطهُ، وفتح بيده طعامهُ، وقدَّمه لي، وفي عينهِ الحمراءِ الدموعُ على حالي، يتأسَّفُ ويتحسَّـرُ على مثلي أن يكونَ في بلد الكرمِ، ولا يُكْرَمُ؛ فأكلتُ حتى شبعتُ، وشربتُ حتى ارتويتُ، وعادتْ لي روحي.

 

  - ثم حدثت أمور وخطوب عظيمة اضطرتني للرجوع إلى بلادي -رَغْمًا عني-، وفقدتُ الأصحاب، وهجرت الأحباب، وغابت أخبارهم، وهو معهم !

 

- ثمَّ عَلِمْتُ أنهُ عُيِّنَ إِمامًا وخطيبًا بمَسجدِ الحاجةِ صباحِ الزينِ، بـ(شفا بدران) (عمَّانَ) إلى أنْ توفِّيَ، وانتشرت خطبه، وكتب الله له الخير، وذاع صيته بعد وفاة شيخنا أبي إسلام صالح بن عبد الواحد الأردني؛ فكأنما ورث كنيته وصيته، وفي الأردن جماعةٌ مفوهون؛ منهم: الشيخ أبو طلحة، عمر الأردني من أعجب من رأيتُ وسمعتُ- ، وحمزة المجالي، وغيرهم، ولم ييسـر الله لي لقاءه بعدها، ولا مهاتفته حتى مات رحمه الله - .

 

* شيوخه:

 1.      أبو الحارث علي الحلبي.

2.       أبو عبيد ة، مشهور ابن سلمان.

3.       أبو إسلام صالح بن عبد الواحد الأردني.

4.       أبو طلحة، عمر الأردني

5.       حسين العوايشة.

6.      أبو عاصم نادر العنبتاوي

7.      زياد العبادي

8.      باسم الجوابرة

9.       أكرم زيادة

10.      عصام بن موسى هادي (وقد شاركته فيهم) .

11.     أبو همام السلفي

 

* مؤلفاته:

* له عدة مؤلفات؛ منها :

1.       الْمُلَخَّصُ الْفِقْهِيُّ؛ مِنْ عُلُومِ الْإمَامِ الْأَلْبَانِيِّ، سماه شيخنا أبو الحارث الحلبي.

2.       الوجيز في العمرة.

 


*من تحقيقاته:

1.       فتوى شيخ الإسلام ابن تيمية في نعيم وعذاب القبر، هل على الرُّوحِ والبدن أم على أحدهما؟! تخرج مطبوعةً لأول مرة - بعد خروج روح محققها- في دار نشر أردنية، قد اعتمد فيها على عدد من النسخ الخطية.

2.       عقيدة ولي الدين الأرموي (ت 711)،  قرأها عليه شيخ الإسلام ابن تيمية وقال: بها أقول، واعتمد على نسخة وحيدة.

3.       (الإيجاز مختصر المحرر) في فقه الشافعية؛ للكرماني (ت:807هـ)، يطبع لأول مرة.

 

 


 

وَكَتَبَهُ صديقه المهاجر المصري كما سمَّاني أهل الأردن-

أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ؛ عَمْرُو بْنُ هَيْمَانَ بْنِ نَصْرِ الدِّينِ الْجِيزِيُّ الْمِصْرِيُّ.

التعليقات



عَنِ الْمَوْقِعِ: حَيَّاكُمُ اللهُ وبَيَّاكُمْ فِي إِحْدَى مَوَاقِعِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَمْرِو بْنِ هَيْمَانَ الْمِصْرِيِّ، نَزَلْتُمْ أَهْلًا، وَوَطِئْتُمْ سَهْلًا، رَزَقَنَا اللهُ وَإِيَّاكُمُ العِلْمَ النَّافِعَ وَالعَمَلَ الصَّالِحَ ...

إتصل بنا